“مش غلط”.. أغنية يمنية تشعل غضب “دواعش الإخوان”
فن و مشاهير

“مش غلط”.. أغنية يمنية تشعل غضب “دواعش الإخوان”


أشعلت أغنية يمنية شبابية بعد ساعات من طرحها على وسائل التواصل الاجتماعي، غضب قيادات إخوانية متشددة بزعم أنها تروج لـ”الانحلال الأخلاقي”.

وأعد فريق شبابي من مدينة تعز اليمنية، الخاضعة لسيطرة الإخوان، أغنية “مش غلط” في قالب لحني تقليدي يعبّر عن الحب والغرام، قبل أن تتحول إلى تريند في اليمن بسبب كلماتها.

وجاء في مطلع الأغنية التي غنّاها الفنان اليمني مروان شمسان، وكتب كلماتها الشاعر منتصر منصور: “مش غلط نشرب سوا شاهي ونتمشى شوية.. مش غلط نخفى ونجلس وحدنا حتى العشية “، وتعد كلماتها من الشعبية البسيطة. 

تحريضات وتهديدات

وفيما حظيت الأغنية بانتشار واسع تحت وسم “#مش_غلط”، أثارت سخط قيادات كبيرة في تنظيم الإخوان في المدينة المصنفة عاصمة ثقافية للبلاد.

وتصدر الهجوم على الأغنية القياديان الإخوانيان المتشددان عبدالله أحمد علي العديني، وشوقي القاضي، واللذين لم يكتفيا بالتحريض العلني على الأغنية وفريقها وإنما وصل إلى تجريمها من على منابر المساجد.

ووجه الإخوان عبر اتباعهم تهديدات صريحة لفريق العمل لإرهابهم والضغط عليهم وإجبارهم على الاعتذار عن العمل وطالبوهم بحذف الأغنية، باعتبارها عملاً يدعو إلى “الانحلال”، على حد زعمهم.

وانطوت حملات تحريض الإخوان على الإساءة والسب والألفاظ الخادشة والبذاءة، بالإضافة إلى التحريض المباشر ضد فريق الأغنية، ومَن شاركها، في انتهاك صارخ للحقوق وحرية الرأي والتعبير.

ويأتي التحريض الإخواني ضمن حملات مستمرة تستهدف محاربة الفنانين والفعاليات الثقافية، بنهج طائفي إرهابي.

وكان إخوان اليمن هاجموا في عيد الأضحى مهرجاناً ثقافياً نظمته وزارة الثقافة اليمنية بحضور الفنان اليمني الكبير محمد محسن عطروش وذلك بإطلاق الرصاص الحي على المدنيين المشاركين في الحفل بميدان الشهداء في تعز ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين.

على خطى داعش

حملة الإخوان لتجريم الفن قوبلت بردة فعل مجتمعية عنيفة من قبل اليمنيين الذين اعتبروا الهجوم الإخواني على أغنية “مش غلط” إرهاباً ممنهجاً يكشف سير تنظيم الإخوان في تعز على خطى تنظيم “داعش” الإرهابي.

وأعاد ناشطون نشر مئات الأغنيات اليمنية ذات الكلمات الجريئة على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أن الفن اليمني تميّز بالأغاني الغزلية والصريحة على امتداد عقود، وقد لاقت ترحيباً واسعاً في الأوساط الشعبية، ويتم استخدامها في الأعراس والمناسبات.

وكتب ناشط يمني يدعى “معتصم علي” أن كاتب القصيدة المغناة الشاعر منتصر منصور، ظهر مبدعًا وحازت كلماته حقها من النقد بين معجب ورافض، وهذا بحد ذاته نجاح ويؤسس لقادم أكثر براعة.

وأضاف على صفحته في “فيسبوك”، أن من يستحضر نظرية المؤامرة في كل تفاصيل حياته ويشكك بأعمال الآخرين، وينصب نفسه كحارس أوحد للفضيلة وبذات الوقت يصب سيلاً من البذاءة والألفاظ الخادشة ظناً أنه يوعّي المجتمع، يضع نفسه في موقف صعب ودائرة مغلقة يستحيل معها الخروج كناصح يسمع له العامة.

وأشار إلى أن الأغنية واللحن والتوزيع ذات جمال فني، وتؤكد امتلاك اليمن طاقات كبيرة مميزة في مختلف المجالات أبرزها الفنية والثقافية.

وأوضح أن الأغنية اليمنية تحتاج فقط إلى البيئة المناسبة حتى تتبوأ مكانتها من جديد ولإحياء اللون التعزي على وجه التحديد بعد ما أصابه من ركود وكاد يندثر بسبب حرب مليشيات الحوثي.

استهداف ممنهج

واعتبرت وزارة الثقافة في الحكومة المعترف بها دوليا هجوم الإخوان على أغنية “مش غلط” استهداف ممنهج للأعمال الثقافية سواء الأغاني أو المسرح أو الشعر والأدب والفنون.

وقال مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة تعز عبدالخالق سيف لـ”العين الإخبارية”، إنه لا يستغرب كثيرا من رد فعل رجال الدين المتطرفين ضد أغنية “مش غلط”، ولا من كمية التحريض الممنهج الذي لا يزال مستمراً حتى اللحظة.

وأوضح سيف أن رجال الدين المتشددين في تعز، لديهم مشكلة كبيرة مع الحياة، ويترجمون ذلك من خلال شعورهم المَرضي، لأنهم يريدون أن يسيطروا سيطرة تامة على عقول ووعي وثقافة الناس، خصوصاً البسطاء.

وأشار إلى أن الأفكار التحريضية للمتطرفين لم تر ما في الأغنية من جمال وعفوية وبراءة ونقاء، فقط أفكارهم تذهب إلى الإيحاء القبيح الذي يسكن عقولهم، حيث يتحركون كحراس للفضيلة وهم بعيدون كل البعد عن ذلك.

وذكر أن المتطرفين يلجؤون إلى التحريض والعنف الذي قد ينجم عنه ارتكاب جرائم والشواهد كثيرة.

وأردف: “نحن في معركة معهم وقد هُزِموا كثيراً، وتم تعريتهم في كثير من المشاهد، أردوا أن يذهبوا بتحريضهم إلى كثير من الأنشطة الثقافية والإبداعية والفنية، وإلى أقصى تطرفهم في ذلك، فهزمتهم تعز وهزمهم الوعي”.

وأوضح أن المتطرفين في تعز ركزوا على بعض الكلمات في الأغنية التي نسجها الشاعر بعفوية وبراءة، ومجد المحبة فيها.

وجاء رد المتطرفين في محاولة لتجسيد مكانتهم ولو على حساب إغراق مدينة تعز واليمن في دماء وعنف وتحريض وتصعيد كبير لوتيرة ردود فعل الناس البسطاء الذين ينخدعون بمثل هذه الشعارات، وجميع ذلك يتم عبر استغلالهم واستخدامهم للدين بحسب هواهم.

وأكد أن كثيرا من موروث اليمن الغنائي يحتوي مثل هذه الأغنيات والكلمات الغزلية والتي تعبّر عن الحب والمودة ولم يلق أي هجوم لأن لدينا وعي تكرّس لدى المجتمع أن ذلك عبارة عن أغنية، لا يمكن أن تذهب بها بعيداً عن سياقها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *