قبل 26 عامًا، كُتب الفصل الأخير من حياة “مطرب الرجولة” الفنان السوري فهد بلان، تاركًا إرثًا غنائيًا حظي بإعجاب كثيرين بمختلف أجيالهم.
وبلغ المطرب الراحل فهد بلان هذه المكانة، بعد كد وسعي لم ينقطع رغم قساوة الظروف التي مر بها، حتى استحق مكانة حلم سنوات ببلوغها.
وُلد “مطرب الرجولة” في عام 1933 بقرية الكفر قرب مدينة السويداء السورية، لأب اُشتهر بقوته الجسدية وظفها في أداء المهام الشاقة، وهو ما ورثه عنه الابن “فهد”، الذي وجد نفسه مؤديًا للأعمال الجسدية عقب خروجه رفقة أسرته من مسقط رأسه إلى العاصمة دمشق.
ولأن قرية الكفر مسقط رأس الأخوين فريد الأطرش وأسمهان تأثرت نشأة “فهد” بالشقيقين، فتعلق بأعمالهما الغنائية التي ظلت تصدح في الشوارع والطرقات، ومن هذه النقطة تشكلت شخصيته الفنية.
ترك “فهد” سوريا وانتقل رفقة والدته، بعد انفصالها عن أبيه، إلى لبنان ومن ثم الأردن، قبل أن يعود في خمسينيات القرن الماضي إلى بلاده، ويطلق العنان لموهبته في عدد من الفعاليات والأمسيات الغنائية، التي أدى فيها أعمالًا لفريد الأطرش.
هذه البداية أهّلت “فهد” للالتحاق بالإذاعة السورية، وبعد فترة طرح أغنيته الأولى “بطل الأحرار”، ثم “مشغول بحبك”، وانتقل لاحقا لإذاعة حلب وفيها قدم ثالث أغانيه “آه يا قليبي” رفقة المطربة سحر.
في نهاية خمسينيات القرن الماضي ومع بداية حقبة الستينيات، تعرف “فهد” على الملحن والموسيقار عبدالفتاح سكر، الذي مثّل نقله في مسيرة الأول، حينما أثمر تعاونهما عن أغنية “ركب حدك يالمتور”، التي اعتبرها عدد من المتابعين حينها “قنبلة الموسم”.
ومن بين الأغنيات كذلك التي تعاون فيها “فهد” مع “سكر” ما يلي: “واشرح لها”، و”ساحر العينين”، و”يا عيني لا تدمعي”، و”يا بنات المكلا”، و”تحت التفاحة”، و”هالأكحل العينين”.
وتميزت أغنيات “فهد” العاطفية بأنه يرفض التذلل للمحبوبة، رغم تعبيره الصريح والواضح عن حبه لها، حتى أطلق عليه الشاعر والإعلامي اللبناني نجيب حنكش لقب “مطرب الرجولة”.
على الصعيد الشخصي، يُشاع أن فهد بلان تزوج 3 مرات كانت جميعها من داخل الوسط الفني، وهي من النجمات المصرية مريم فخر الدين، واللبنانية صباح، ومواطنتها آمال عفيش التي أنجب منها نجله “إيهاب”.
لكن هذه الشائعة نفاها ابنه إيهاب بلان، الذي قال في تصريحات إذاعية إن والده تزوج 7 مرات، كان من بينها 2 من داخل الوسط الفني، جمعته بكل من مريم فخر الدين وآمال عفيش.
بتجاوز سجل أعماله حاجز الـ500 أغنية، بخلاف عشرات الأفلام السينمائية، وتوفي الفنان فهد بلان في مثل هذا اليوم من عام 1997، بعدما أصيب بنزيف حاد في المخ.
