عام 1984 كانت شركة “والت ديزني” تتداعى أمام الديون، حتى ظهر جيفري كاتزنبرج في ثوب المخلص وحولها إلى إمبراطورية تساوي مليارات الدولارات.
ولد رائد الأعمال والمنتج السينمائي الأمريكي جيفري كاتزنبرج، بمدينة نيويورك في 21 ديسمبر/ كانون الأول 1950، ولعب دورا محوريا في إنقاذ شركة “والت ديزني”، وشارك في تأسيس ستوديو “دريم وركس” مع المخرج ستيفن سبيلبرج وقطب الموسيقى ديفيد جيفن.
التحق كاتزنبرج، الذي شارك، الثلاثاء، في جلسة “الازدهار من خلال الإبداع.. فن تشكيل المحتوى من صانعيه” ضمن فعاليات القمة العالمية لحكومات بدبي، بجامعة نيويورك لمدة عام واحد فقط، وانغمس في عدة وظائف غريبة، فعمل كمنظم سياسي ووكيل المواهب، قبل أن يلتحق بشركة “باراماونت بيكتشرز” وعمل تحت رئاسة مايكل أيزنر بين عامي 1976 و1984، حتى أصبح رئيسا لإنتاج الأفلام والتلفزيون.
وفي عام 1984، تولى رجل الأعمال الأمريكي “أيزنر” زمام الأمور في شركة “والت ديزني” المحتضرة، مع فرانك ويلز من شركة “وارنر براذرز”، وانضم إليهم “كاتزنبرج” كشريك صغير، وعلى مدار 10 سنوات نجح الثلاثي في إعادة بناء “ديزني” وتحويلها إلى إمبراطورية تبلغ قيمتها 22 مليار دولار.
جيفري كاتزنبرج.. منقذ “ديزني”
تولى كاتزنبرج مسؤولية الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، مع قسم الرسوم المتحركة في “ديزني” وشركة “Touchstone Pictures”، وهي أول شركة فرعية للبالغين في “ديزني”، ونجح في زيادة الإيرادات من 320 مليون دولار إلى 3.7 مليار دولار، والأرباح من مليوني دولار إلى 800 مليون دولار.
وأسهمت عروض الرسوم المتحركة الناجحة التي أنتجها “كاتزنبرج” مثل “The Little Mermaid- Aladdin- Beauty and the Beast- The Lion King” في نمو “ديزني”، ونجح مع شركائه في جعل الشركة تنتج محتويات غنية يمكن مقارنتها بقصص ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين.
وفي سبتمبر/ أيلول 1994، استقال كاتزنبرج من “والت ديزني”، لخلافات مع شريكه مايكل آيزنر، الذي عارض منحه صلاحيات أكبر في الشركة بعد وفاة فرانك ويلز في أبريل/ نيسان من العام نفسه، وبعد أيام من استقالته أسس كاتزنبرج مع ستيفن سبيلبرج وديفيد جيفن ستوديو “Dream Works” الترفيهي.
“إمبراطور الكارتون”
واعتزم كاتزنبرج مع شريكيه الجديدين إنتاج أفلام وبرامج تلفزيونية وألبومات موسيقية، وجاء أول فيلم طويل له كمنتج تنفيذي عبر فيلم الرسوم المتحركة “The Prince of Egypt (1998)”، ثم توالى إنتاج الشركة بأفلام “American Beauty (1999) – Gladiator (2000) – A Beautiful Mind (2001)”.
وظل كاتزنبرج عضوا رئيسيا في شركة “Dream Works” الأصلية حتى استحوذت عليها شركة “باراماونت بيكتشرز” عام 2006، وبعد 10 سنوات باع “DreamWorks Animation Animation” لشركة “NBCUniversal” التابعة لشركة “Comcast” عام 2016 مقابل 3.8 مليار دولار.
وبعد عام واحد فقط، أسس شركة “WndrCo” للإعلام والتكنولوجيا، وكان أحد مشروعاتها “Quibi” المعروفة سابقا باسم “NewTV”، وهي شركة ناشئة تركز على مقاطع الفيديو القصيرة للأجهزة المحمولة، كما أطلق التطبيق في أبريل/ نيسان 2020، ولكنه واجه صعوبات واضطر لإغلاق الشركة بعدها بـ6 شهور.
وفي 2013، منح الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، جيفري كاتزنبرج الميدالية الوطنية للفنون، بينما أسهم الأخير في جمع نحو 7 ملايين دولار لحملة أوباما الانتخابية عامي 2008 و2012، وذكرت وسائل إعلام أمريكية أنه شخصيا تبرع بـ3 ملايين دولار لصالح حملة إعادة انتخاب أوباما عام 2012.
