للمرة الثالثة في 10 أيام، ينجح الفنان التونسي صابر الرباعي في ملء مسرح قرطاج الأثري بالجمهور التونسي.
وفي كلّ مرّة يعتلي فيها صابر الرباعي مسرح قرطاج، يكون جمهوره متشوّقا له، ما جعلهم يقفون منذ الساعة الخامسة مساءً، في طوابير طويلة ينتظرون موعد فتح أبواب المسرح لإيجاد أماكن أكثر قربا من الفنان.
ومساء الثلاثاء، احتضن مسرح قرطاج حفلا فنيا للفنان صابر الرباعي نظمته “الإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية” ليكون هذا الحفل الثالث للرباعي على المسرح في أقل من شهر.
وخلال هذا الحفل، أكد الفنان صابر الرباعي مجددا أنه نجم ساطع في سماء الفن العربي، بحضوره المميز وبإتقانه الغناء بلهجات مختلفة، وبإنتاجه الغزير والمتجدد على مدى كامل مسيرته الفنية البالغة نحو أكثر من 3 عقود.
وكان الحفل الأول خلال هذا الشهر لصابر الرباعي ضمن فعاليات الدورة الـ57 من مهرجان قرطاج الدولي وتم تنظيمه يوم 11 أغسطس/ آب وغنى أمام شبابيك مغلقة.
أما الحفل الثاني على مسرح قرطاج، فكان يوم 18 أغسطس/ آب الجاري، وكان حفلا غنائيا تضامنيا خُصّصت عائداته المالية لأهالي مدينة طبرقة المتضرّرين من الحرائق التي نشبت في غابات المنطقة فى شهر يوليو/ تموز الماضي.
وأُقيم هذا الحفل التضامني تحت شعار “التوانسة الكل مع طبرقة”، ببادرة من وزارة الشؤون الثقافية.
الفنان صابر الرباعي كان قد اعتلى المسرح الروماني بقرطاج لما يناهز 20 مرة في مسيرته الفنية، حيث كانت المرة الأولى سنة 1994.
“مسؤولية كبيرة”
وخلال حفله ليلة الثلاثاء، قدم الرباعي لجمهوره مختارات غنائية متنوعة، راوح فيها بين الطرب والأغاني الإيقاعية والأغاني باللهجة التونسية، كما راوح بين الأغاني الجديدة والقديمة.
واستجاب خلال الحفل لرغبات الجمهور الذي لم يبخل في إمتاعه بباقة متنوعة من الأغاني الرومانسية التي ظلت آسرة للجمهور العربي بكلماتها وإيقاعاتها الموسيقية.
وأمتع الرباعي الجمهور طيلة أكثر من ساعتين بأغانيه الشهيرة “ببساطة” و”تمنيت” و”يا للاّ” و”عزة نفسي”.
ومن باقة أغانيه الجديدة، ردّد صابر مع جمهوره “خلوني”، ثم أتبعها بأغاني “يا دلولة” و”الطفلة العربية”. وتغير نسق العرض مجددا من الإيقاعات الشرقية إلى الألحان التونسية.
وكان لصابر الرباعي جولة كبيرة في المهرجانات التونسية الصيفية التي انطلقت في شهر يوليو/ تموز الماضي من مهرجان “أوسو” بمحافظة سوسة الساحلية.
وشارك الرباعي في مهرجانات عديدة أبرزها مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان الحمامات الدولي ومهرجان صفاقس الدولي ومهرجان القصرين الدولي ومهرجان باجة الدولي ومهرجان بنزرت الدولي.
وقال الفنان التونسي صابر الرباعي لـ”العين الإخبارية” إثر الحفل، إنه يفتخر بصعوده على مسرح قرطاج للمرة الثالثة في شهر ويعتبرها مسؤولية كبيرة موضوعة على عاتقه.
وتابع: “أشكر سلك الأمن الرئاسي الذي أعطاني الفرصة لمصافحة الجمهور التونسي مرة أخرى”.
وأكد: “الجمهور التونسي في كل مرة أجده متجاوبا معي ويردد الأغاني بكل حب.. ولما رأيته من محبة منهم، تخونني الكلمات للتعبير عن شكري لهم”.
وأشار إلى أن هذا الحفل بالرغم من أنه يعد ختام الموسم الصيفي إلا أن الجمهور التونسي في طبعه يعشق الحياة والفن والحب.
يذكر أن المسرح الأثري بقرطاج هو مسرح روماني يقع في الطرف الغربي من قرطاج ضواحي العاصمة التونسية، ويستوعب 12000 شخص.
شيّد المسرح في القرن الثاني للميلاد بالقرن من “هضبة الأوديون” وشكل فضاءً ثقافيا مهما في تلك الفترة لسكان قرطاج الذين كانوا مولعين بالعروض المسرحية والموسيقية وفن المحاكاة والفلسفة.
يتكون المسرح من ركح ومدرج نصف دائري يفصل بينهما فضاء لمتفرجي الدرجة الأولى.
