لم أهدم قيم المجتمع.. وهذه الحالات موجودة بيننا بالفعل
فن و مشاهير

لم أهدم قيم المجتمع.. وهذه الحالات موجودة بيننا بالفعل


لا يزال مسلسل “أزمة منتصف العمر” الذي يعرض عبر منصة “شاهد VIP”، حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، لتناوله علاقة سرية بين امرأة وزوج ابنتها نتيجة من الإحباط والفراغ العاطفي، وتطور هذه العلاقة لتصبح قصة حب ممنوعة.

وأثارت أحداث المسلسل صدمة كبيرة لدى عدد كبير من المشاهدين لجرأة التناول والطرح، ما أسفر عن تباين شديد في الرأي العام حول فكرة المسلسل، مع الإجماع على إبداع الفنانين في تقديم الشخصيات.

وتواصلت “العين الإخبارية” مع المؤلف المصري أحمد عادل، مؤلف مسلسل “أزمة منتصف العمر”، ليكشف لنا السبب في اختيار هذا الاسم بالتحديد، والفكرة التي يسعى لتقديمها من خلال المسلسل.

وتحدث أحمد عادل في حواره عن ردود الفعل الإيجابية والسلبية، مؤكداً أن هذه الردود ستزداد الفترة المقبلة بعد عرض أحداث مفاجأة ضمن المسلسل، كما تحدث أيضا عن السبب الذي جعل المنصات الإلكترونية تتفوق مؤخرا على التلفزيون في السنوات الأخيرة.

وعمد المؤلف المصري إلى توضيح بعض الأمور في حديثه مع “العين الإخبارية” فيما نُسب إليه من اقتباس فكرة المسلسل من المسلسل التركي “العشق الممنوع”، كما رد على الاتهامات الموجهة له بتشويه المجتمع وهدم قيمه.

لماذا اخترت هذه المرحلة العمرية لتكتب حولها هذا المسلسل، خاصة أن اسمه يعبر عن مضمونه؟

اسم المسلسل كان من البداية “أزمة منتصف العمر”، وقمت ببناء الأحداث على أساسه، وهذه طريقة تختلف عما يحدث في سوق الدراما، حيث يختار المؤلف اسما مؤقتا عند تقديم المعالجة الدرامية لحين الاستقرار على الاسم النهائي، ولكن في هذا المسلسل تحديدًا كان “أزمة منتصف العمر” هو الاسم الأول والأخير.

أما عن المرحلة العمرية التي يظن البعض أن المسلسل يلقي الضوء عليها، أنا لم أتطرق في المسلسل لفكرة أزمة منتصف العمر بالمفهوم الكليشيه لها، ولم أتعامل على أنها المرحلة العمرية التي يصبح فيها الرجل متصابي.

ما الفكرة التي تود مناقشتها في المسلسل تحديدا؟

الفكرة والقضية الأساسية أن الشخص الذي يبحث عن علاقة وحياة عاطفية سليمة وسوية، لا بد أن يكون البناء الأساسي لها سليما في الأساس، وإذا اختل البناء الأساسي في العلاقات العاطفية سيظل الأشخاص الموجودين في العلاقة يعانون من أزمات ومشاكل على مدار عمرهم.

أنت اخترت بالفعل أمثلة للتدليل على هذه الفكرة في المسلسل.

بالطبع، الفتاة التي تتزوج قهراً وهي في سن صغيرة من رجل أكبر منها بفارق عمري يحدث بينهما أزمة منتصف العمر، ففي فترة معينة من العلاقة يقوم الرجل بدخول علاقة حب أخرى مع فتاة في سن ابنته، فيما تعاني زوجته من مشاكل نسائية وكبت وقهر، والأمر يتكرر مع ابنتها.

هل كنت تتوقع أن يثير المسلسل كل هذا الجدل؟

نعم بنسبة كبيرة، لأن المسلسل جريء ونقلناه للمشاهد بشكل إنساني بحت، وستزداد ردود فعل الجمهور في الفترة المقبلة، بعد عرض باقي الحلقات التي ستحمل مفاجآت كثيرة.

أثار مشهد الاعتراف بالحب بين ريهام عبدالغفور وكريم فهمي جدلا كبيرا.. ما تعليقك؟

الجدل المثار حول هذا المشهد طبيعيا لأنه اعتراف جريء جدا، والمسلسل وصل لمنطقة مهمة بعد هذا الاعتراف، وهذه القضايا موجودة في مجتمعنا وفي الحياة بوجه عام، ولكن المسلسل لم يشير إلى أن مثل هذه العلاقات أمر طبيعي، نحن قمنا بنقل حقيقة تحدث أحيانا في المجتمع ولم نقل إنها ظاهرة.

وما رأيك في ردود الفعل السلبية ضد المسلسل؟

أستوعب النقد السلبي وردود الفعل السلبية، لأن فكرة المسلسل جريئة رغم أنها تحدث بالفعل في مجتمعاتنا، لكن لم يتطرق أحد للحديث عنها من قبل، وأعتقد أن ذلك سر ردود الفعل المختلفة، ولكن جميع حلقات المسلسل ليس بها أي مشهد أو لفظ خارج أو لقطة تخدش الحياء العام، والمسلسل تم تقديمه ومناقشته بطريقة درامية سليمة 100% .

ما رأيك في اتهامك بأنك تشوه المجتمع وتهدم قيمه؟

هذا غير صحيح إطلاقاً، فكرة المسلسل لا يمكن تعميمها على جميع أفراد المجتمع، لأن مجتمعاتنا أرقى من ذلك بكثير، ولكن ما نقدمه من خلال المسلسل هي حالة معينة موجودة بيننا في ولها أبعاد نفسية خاصة تدفعها للوقوع في أخطاء، ومع تطور أحداث المسلسل ستكتشف أن ما حدث في المسلسل ليس عاديًا، ومعالجة المسلسل الدرامية تؤكد أن هذه الحالة موجودة بيننا ولكن لا يمكن تعميمها.

هناك أيضا من يتهمك بأن فكرة المسلسل مستوحاة من مسلسل العشق الممنوع ومن واقع لا يشبه واقعنا؟

ليس صحيحا، والأحداث من بداية الحلقة رقم 5 حتى نهاية المسلسل ستثبت أن الفكرة ليس لها علاقة بفكرة مسلسل “العشق الممنوع”، وأطلب من الجمهور الانتظار في حكمهم على المسلسل حتى ينتهي.

أي الممثلين توقعت أن يكون علامة في المسلسل؟

بالتأكيد ريهام عبدالغفور، فهي من أهم فنانات الوطن العربي في الوقت الحالي، وأضافت للدور كثيراً بأدائها المبهر أكثر من الدور، وكريم فهمي أيضاً قدام أداء رائعا.

هل لديك أعمال درامية أخرى قريبا؟

نعم، لدي عمل سيتم تقديمه قريباً على منصة نتفليكس، أما بالنسبة للموسم الرمضاني فأنا خارج المنافسة هذا العام.

هل ترى أن المنصات الرقمية بدأت تسحب البساط من التلفزيون؟

المنصات الإلكترونية أصبحت أهم بنسبة 150% لأسباب كثيرة، منها جرأة المواضيع والأفكار المطروحة، وجود وقت لتقديم الأعمال في أي وقت عكس التلفزيون، وعلى سبيل المثال مسلسل “أزمة منتصف العمر” تم كتابة جميع الحلقات قبل بدء التصوير، وبالتالي تمكن المخرج من اختيار كاست التمثيل والتصوير وعمل المونتاج وكان لديه متسعا من الوقت، ولم يكن ملتزما بتاريخ معين لإنهاء التصوير فيه.

أيضا الخدمات التي تقدمها المنصات الإلكترونية تنتج عملا حقيقيا بعيداً عن الضغط الذي يفرض على الأعمال التي ستعرض على التلفزيوني، فجميع المشاركين في العمل ملتزمين بتقديم 30 حلقة وتصويرهم في 60 يوم فقط، يتسبب في ضياع مجهود كثير من الكتاب والمخرجين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *