منيرة الشاهين في حسين يفكر : أي بلد يقدم مكافئه مالية للطلبة بقيمة 200 دينار كويتي ؟؟
الأخبار

منيرة الشاهين في حسين يفكر : أي بلد يقدم مكافئه مالية للطلبة بقيمة 200 دينار كويتي ؟؟

منيرة الشاهين في حسين يفكر

نأخذكم اليوم في رحلة ممتعة ومفيدة برفقة الأستاذة منيرة عبد الله شاهين الغانم في حديث تربوي توعوي شيق حثت من خلاله على ضرورة زرع القيم والمبادئ التي تشجع الأبناء والأجيال على الحب والولاء للوطن والذي يعتبر بدوره جزء لا يتجزأ من الإيمان والوفاء والإخلاص.

قبل بداية الحديث وجب علينا أن نعرف بضيفة الحلقة وهي الأستاذة منيرة عبد الله شاهين الغانم الغنية عن التعريف والتي تنحدر أصولها من إحدى العائلات العريقة والمعروفة في دولة الكويت، تلقت تعليمها الأول وأكملت مشوارها الجامعي في مدارس ومعاهد الوطن الكويتي، وبعد نهاية المرحلة الجامعية بدأت مزاولة مهنة التعليم مدة طويلة تجاوزت 32 سنة من عمرها قدمت وأعطت من خلالها مثالا يحتذى به ونموذجا يقتدى به للمرأة القوية الناجحة التي تساهم وتساعد في وضع الأسس الصحيحة لتربية الأجيال، وأهم ما كانت تدعو إليه طوال فترة عملها هي حب الوطن وغرس القيم والمبادئ والأخلاق التي أصبحت عملة نادرة للأسف في وقتنا الحالي.

ركزت السيدة منيرة اليوم في حوارها وأكدت على وجوب الاهتمام أكثر وأكثر بالعادات والتقاليد والحفاظ عليها لأنها تعبر عن الأصالة وتشكل جزء كبيرا من الهوية الثقافية الوطنية، كما دعت أيضا إلى ضرورة غرس حب الوطن لدى أبنائنا والذي يعتبر جزء لا يتجزأ من كيانهم كما أضافت موضحة أن كل مواطن كويتي يجب أن يفخر بهذا الوطن العظيم الذي وصفته بالجنة الأرضية، التي يجب الحفاظ عليها وحمايتها من العوامل والمؤثرات الخارجية التي تغير كثيرا من ملامحها وتطال بذلك جميع المجالات والنواحي حتى اللهجة الوطنية التي تعتبر جزء من الهوية الثقافية نلاحظ أنها قد تأثرت وعرفت تغييرات وكلمات غريبة على مسامعنا لا تمت للغتنا بأي صلة.

كما تستنكر هذه السيدة المحترمة خلال حديثها الانصياع وراء التقاليد الدخيلة على المجتمع والتي تتنافى مع القيم المجتمعية التي هي من أهم الركائز التي تبنى عليها المجتمعات والأمم، وقد لاحظنا ولمسنا فعلا هذه التغييرات بأنفسنا خاصة في العشرية الأخيرة التي تزامنت مع الانفتاح ساعد على ذلك وسائل التواصل الحديثة على رأسها منصات ومواقع التواصل الاجتماعي .

محطات عديدة وذكريات كثيرة مرت على ذاكرة الأستاذة خلال فترة الحوار رجعت فيها بذاكرتها إلى الزمن الجميل حملت في طياتها مزيجا من الفخر والحنين والشغف، حاولت مشاركتها معنا لتقرب لنا أكثر مظاهر التلاحم والانسجام والاحترام المتبادل بين الأفراد، أين كان الكبير فيها يحترم الصغير والقوي يدافع عن الضعيف، وكيف كانت الحياة بسيطة بعيدة كل البعد عن التكلف الذي فرض نفسه بقوة على الحياة العصر الخالي الذي عرفت فيه الأوضاع والظروف تغييرات كثيرة غير مرغوبة لأدت إلى غياب الروابط وحتى إلى تدمير العلاقات الاجتماعية والعائلية انعكست حتى على أفراد الأسرة الواحدة الذين أصبحوا لا يجتمعون على طاولة الطعام.

 

منيرة الشاهين في حسين يفكر

تؤكد الأستاذة منيرة هنا وتلقي بالمسؤولية الكبرى على عاتق المرأة التي هي نصف المجتمع وتحرص كثيرا على تعزيز دور الأمهات خاصة في رقي الشعوب ونهضة المجتمعات، لأن الدور الأكبر يوكل إليها في وضع اللبنة الأساسية في صلاح المجتمع. الأم مدرسة كما تصفها الأستاذة منيرة ومسؤولية التربية تبدأ في المراحل العمرية الأولى بغرس القيم والمبادئ والحفاظ على الأصالة وإنشاء أفراد مخلصين متحابين يتفانون في خدمة الأوطان وحمايتها من كل ما يهدد أمنها واستقرارها. تضرب الأستاذة هنا مثالا واقعيا عن الدور الكبير الذي لعبته في تربية أبنائها وبناتها وكيف يمكننا اعتباره من النماذج الناجحة التي أنتجت أفرادا فاعلين في المجتمع، وجب القول هنا أن مرافقة الأبناء وتوجيههم وإرشادهم من واجب الآباء إن لم نقل الأمهات بصفة خاصة وهذا مرحلة الطفولة والمراهقة خاصة وأن الظروف قد تغيرت كثيرا عما كانت عليه من قبل.

من بين المحطات التي تم التطرق إليها أيضا في هذه الحلقة مرحلة الغزو العراقي ذلك الجرح الذي لم يندمل على الرغم من مرور السنين والأعوام ولا تزال ذكرياته الأليمة عالقة في الأذهان إلى يومنا هذا، وعلى الرغم من ذلك لا ننكر أن الشعب العراقي شعب متحضر ولكن ما فعلوه بالشعب الكويتي كان أمرا في غاية الصعوبة لم نتمكن من نسيانه وتجاوز آثاره.

من بين المواقف التي لا تزال عالقة أيضا في ذاكرتها لقاء الأستاذة منيرة شاهين مع المعلمة الفلسطينية معصومة المبارك التي خدمت الكويت برفقة زوجها بالنفس والنفيس، تاريخ 2/8/1990 هذا التاريخ أيضا يعتبر من التواريخ الحاسمة التي كانت تود لو أنه يمكنها نسيانه للأبد وهذا لما يحمله من جروح وآلام لازالت تعصف بذاكرتها لحد الآن، إلا أنها تعتبرها في نفس الوقت عاملا مساعدا على تنمية وتعزيز عاطفة حب الوطن والدفاع عنه بكل ما يمكنها أن تفعل.

غير بعيد عن هذا السياق قصت علينا ضيفتنا تفاصيل مشاركتها في المظاهرات مع مجموعة من صديقاتها في جو حماسي يشحذ الهمم ويقوي العزائم.

في الأخير تدعو هذه المربية الفاضلة وتشدد على ضرورة توحيد الصفوف وتكثيف المجهودات من أجل بناء الوطن الغالي، وزرع جميع هذه الأفكار في عقول الأجيال القادمة بأن دولة الكويت العظيمة من أكثر الدول حرصا على راحة مواطنيها بشتى الطرق والأساليب وبجميع أنواع الدعم الذي تقدمه لشعبها، كما تدعو أخيرا وتوصي على ضرورة تمثيل دولة الكويت بأحسن صورة في الخارج.

قدمت هذه الأستاذة الفاضلة درسا عظيما في حب الوطن الذي لا يكون إلا بالتضحية والعطاء، ودعت إلى بناء جيل يتحلى بروح المسؤولية مؤمن بدوره ومشبع بحب الوطن حتى النخاع، وختمت حديثها قائلة أن الإنسان يمكنه العيش في أقسى الظروف إذ يمكن العيش حتى بدون وجود أم وأب… لكن هل يمكن العيش بدون وطن؟؟؟

 

منيرة الشاهين في حسين يفكر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *