الأخبار

النائب والوزير الكويتي الأسبق د. أحمد المليفي في ضيافة حسين يفكر

استضاف الإعلامي حسين الفيلكاوي في برنامجه “حسين يفكر” عبر قناته على اليوتيوب، النائب والوزير الكويتي الأسبق د.أحمد المليفي للحديث حول تجربته الإنسانية ومسيرته السياسية.

ناقش معه الفيلكاوي أسخن الملفات التي عرفتها الساحة الكويتية، وأهم محطات حياته الذي وثقها في كتاب “تجربتي”. تحدث المليفي في أحد الأحداث الكبيرة التي شهدتها البلاد، وهي محاولة اغتيال النائب الراحل عبدالله النيباري وحرمه، ومحاولة تعرضه للاسقاط الأخلاقي عن طريق إغواءه بالنساء، وصراعات الأسرة الحاكمة في الكويت، والكثير من الخبايا والحكايات التي رواها الوزير السابق لبرنامج حسين يفكر. ما بين المزاح والجد يروى المليفي دروس أخلاقية إنسانية عظيمة، كان اللقاء أشبه بمدرسة فكرية في مختلف نواحي الحياة.

 

من هو د. أحمد المليفي؟

د. أحمد عبد المحسن تركي المليفي مواليد عام 1956، وزير كويتي سابق، خريج جامعة الكويت كلية الحقوق والشريعة سنة 1981، يحمل ماجستير في القانون من الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1984، حاصل على الدكتوراة في القانون، محامي، وعضو سابق في مجلس الأمة الكويتي.

الفشل هو الخطوة الأولى نحو النجاح وليس نهاية الطريق، وجزء من التجربة التي تدفعك إلى النجاح. هذا ما أثبته المليفي في حديثه عن طفولته وحياته الدراسية، فلم يكن من المتفوقين ولم يكن التعليم جل اهتمامه؛ فقد فشل دراسياً في احدى السنوات الدراسية بالثانوية العامة. انتقل للدراسة في منطقة أخرى، وابتعد عن اللهو والأصدقاء، وتفرغ للمذاكرة، فكانت تلك نقطة التحول في حياة المليفي، التي رسمت خطواته الأولى على سلم النجاح.

 

المليفي والعمل الطلابي في المرحلة الجامعية

روى المليفي للإعلامي حسين الفيلكاوي، رحلته الجامعية الحافلة بالأنشطة الطلابية. انضم إلى تيار الإخوان أثناء دراسته في الثانوية، ومارس نشاطه الحزبي بعد التحاقه في الجامعة، وهو من مؤسسي القائمة الائتلافية ومن مؤسسي قائمة الأمم المتحدون. في تلك الفترة تم اختياره رئيساً للجنة شؤون الوافدين، الحاصلين على منح دراسية وسكن جامعي من دولة الكويت. جمعت الجامعة مختلف الجنسيات المختلفة، مثل: الأفارقة، والأسيويين، والفلسطينيون، والقطريون، والعديد من الجنسيات المختلفة.

حرص المليفي على أداء عمله على أكمل وجه، وحتى يكون قريب من الوافدين انتقل للعيش معهم، وشاركهم الحياة اليومية والدراسية. من خلال هذه التجربة انفتح واطلع على الثقافات المختلفة، وكانت من أهم التجارب التي صقلت وأثرت في شخصيته. 

دؤوب وشغوف جداً في نشاطه الطلابي، ويقدم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية. ففي سنته الرابعة بالجامعة، تزوج المليفي وعلى الرغم من ارتباطه، لم يثنيه هذا عن العمل الطلابي.

كان المليفي وزوجته يخططون لقضاء شهر العسل في جزيرة قبرص. وبعد إتمام حجز التذاكر، ودنو موعد السفر، حدث خلاف بين إدارة الجامعة واتحاد الطلبة على مادة الثقافة الإسلامية، التي قررت الجامعة إلغائها بسبب احتوائها على فصل دراسي يتناول شخصية حسن البنا ودعوته. وبالتزامن مع موعد السفر قرر اتحاد الطلبة الإضراب عن الدراسة، وبالفعل ألغى المليفي رحلته للمشاركة في الإضراب المقرر.

 

أحمد المليفي

 

المليفي وغزو العراق للكويت

يقول المليفي في حديثه عن غزو العراق، حينما أخبره أحد الأصدقاء بعدم الذهاب إلى العمل، بسبب اضطراب الأوضاع الأمنية ودخول العراقين لبلاده: “صعدت إلى سطح المنزل الذي يتجاوز الثلاث أدوار؛ فرأيت الطائرات تحمل علم العراق ولأني أعلم مسبقاً أن السيطرة على الجو يعني سقوط الدولة، أدركت تماماً أن الكويت قد سقطت”.

 ولتخفيف الأعباء عن كاهله، أراد المليفي إرسال عائلته خارج البلاد، إلا أن العائلة رفضت وبشدة المغادرة. وعلى الرغم من ازدياد الأوضاع سوءا و اجتياح العراق للكويت، إلا أنه لجأ هو وعائلته إلى قبو المنزل للحماية من قصف الصواريخ الجوية.

تعرض المليفي لمحاولة أسر، فقد تم إلقاء القبض على كل كويتي يتم رؤيته بالشارع. وأثناء وجوده بالمسجد كان الجنود ينتظرون خروج الكويتين إلى الخارج ليتم اعتقالهم، إلا أن أسرة فلسطينية قامت بإنقاذه، وأوهمت الجنود العراقين أنه أحد أبنائها.

ومن المواقف الغريبة التي رواه المليفي للفيلكاوي، في ظل سيطرة الجنود على مؤسسات الدولة، وانتشارهم في مفترقات الشوارع، ذهب إلى مكتبه لإستعادة كتبه. فالكتب بالنسبة إليه شيء عظيم لا يضاهيها ثمن، خاطر بنفسه من أجل استرجاعها، فلديه مكتبتين ولا يعير أحد من كتابه، فمن أراد القراءة فليقرأ أمام ناظريه.

 

ما بعد غزو الكويت، محاولة اغتيال النائب الراحل عبدالله النيباري.

أفاد المليفي ان قبل عملية اغتيال النائب السابق عبدالله النيباري وحرمه السيدة فريال الفريح، أنه تم الإعداد لاستجواب وزير المالية آنذاك ناصر الروضان. وقبل الحادثة بأيام وفي طريقه الى المسجد قابل المليفي سلمان شملان أحد المتورطين بقضية الاغتيال وحذره من استجواب وزير المالية، ولكنه صمم على ضرورة الاستجواب. تعرض النائب النيباري وحرمه يومذاك الى اطلاق نار كثيف، وعلى أثره تم نقلهم على الفور إلى مستشفى العدان التي ضجت بأعضاء مجلس الأمة. فأخبر المليفي أحد الأصدقاء عن حديثه مع الشملان ووصل الخبر إلى الصحافة فتم التحقيق معه وسؤاله عن إذا ما تم تهديده إلا أنه أخبرهم أن الشملان كان صديقه وأراد تحذيره فقط.

 

المليفي يتعرض إلى التهديد والإسقاط الأخلاقي.

وفي سؤال الفيلكاوي عن كيفية تعرض المليفي لإغوائه من قبل صحفية لبنانية، أجاب بأنه وصله تهديد من رقم بريطاني برسالة تحتوي على عبارة “دير بالك على نفسك”، في ذاك الوقت تبنى قضيتين أثارت الرأي العام، وهن: البدون و التجنيس الغير المستحق، ومصاريف رئيس الوزراء. أخبر أحد أصدقائه بأمر الرسالة، وقال له: اذا حدث لي شيء سيء -لا قدر الله- ستكون تلك الرسالة الخيط الذي سيدلك على الفاعل.

عقب ذلك اتصلت صحفية لبنانية وطلبت اللقاء به، ثم اعتذرت وكررت نفس العبارة “دير بالك على نفسك” وقالت له: استخدمني أحد الأطراف لإغوائك، حتى يتم ابتزازك فيما بعد. وقد تراجعت بعد أن قرأت عنك وعن تاريخك وسيرتك العطرة.

 الذي خطط للعمل القذر أحد المتنفذين بدولة الكويت، وتواصلوا معها من خلال وسيط لبناني لتنفيذ ذلك المخطط، ولم تخبره بإسم الوسيط خشية من تعرضها إلى القتل.

 

 صراع الأسرة الحاكمة في الكويت.

وعلى حسب قوله، ما حدث في ديوان الحربش ما هو إلا تمثيلية لصراع أفراد أسرة الصباح، والتي لا تزال تداعياته إلى يومنا الحالي. فكل منهم يستخدم أدوات مختلفة مدفوعة الثمن للإطاحة بالآخر، ومن تلك الأدوات، الإعلام، واستغلال مواقع التواصل الإجتماعي، لاستخدامها في تسريب الأخبار والمعلومات. وكذلك تسريب الخلافات من داخل القصر الكويتي.

ويقول المليفي: “أقولها على الملأ ما حدث عبارة عن تمثيلية لضرب رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمدي. وسبق أن قلت ذلك في لقاءات إعلامية، وأيضاً في مجلس الوزراء سمو الأمير الشيخ الصباح.

وفي تحقيق تم تسريبه من النيابة العامة، قد اطلع عليه المليفي، تفيد أقوال أحد المتهمين، أنه تم تجنيده من قبل الوزراء من أجل استخدامه كمصدر للمباحث الإلكترونية، لإسقاط هيبة وكرامة البعض من أفراد الأسرة الحاكمة”.

 

في سؤال الفيلكاوي الأخير: لماذا بكت النساء في كلمتك بحفل جائزة البغلي للابن البار عام 2013؟ 

قال المليفي: أوصي الإنسان دائما في بر الوالدين؛ فهما مصدر للرزق والسعادة والصحة. رَفضْت الكثير من العروض للإهتمام بوالدتي، حيث أصابها الشلل في سن مبكر. كنت يدها التي تأكل وتشرب بها، وقدامها التي تحملها لقضاء حاجتها، لم أتركها قط للخدم، بل كنت أنام دائما بقربها. كانت تمطرني بالدعوات وكل ما أنا عليه من نجاح وحماية من الشرور بسبب دعوات أمي. أرى البر في أولادي وأحفادي وفي أسرتي المتحابة والمتماسكة والسعيدة. وأذكر أنني بكيت لمرة واحدة في حياتي عندما فزت بالانتخابات عام 1996 حينها تذكرت قول أمي حين كانت تقول: أحمد سيكون له مستقبل وفي مكان جيد، عندما نجحت تمنيت أن تشاركني تلك اللحظة عدت إلى المنزل وأجهشت بالبكاء. لم أشعر ببكاء النساء كنت أسرد تجربتي لأوصل رسالة للشباب فضل البر على الإنسان وأثره في مجمل نواحي حياته. كما أدعوهم أيضا إلى التحلي بالرضا والسلام الداخلي والقناعة، حتى يعيشوا حياة سعيدة، فالسعادة تنبع من داخل الإنسان.

انتهى اللقاء وقد تمكن الإعلامي حسين الفيلكاوي من الغوص في أعماق شخصية د. أحمد المليفي، الإنسان، والسياسي، والوزير التربوي. في حديث من القلب الى القلب امتزجت فيه الثقافة، والسياسة، والتاريخ، والحكمة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version